الجمعة، 3 أبريل 2015

تاريخ حياته

كان والده يحيى محمد عبد الحافظ شابا قويا شجاعا طويل القامة وقد تزوج من ابنة عمه الحاج عبد الرحيم ،وكانت هي الأخرى قوية البنية وجميلة وشاءت الأقدار أن يتوفى لهم أكثر من 14 ولدا وبنتا ،فنذروا النذور والقرابين والصلوات من اجل أن يعيش لهم ولد واحد ،وحقق الله لهم هذه الأمنية ووهبهم هذا الطفل (( محمد صالح )) .فعاش هذا الولد مدللا محبوبا من قبلهم ثم ولدت أمه بنتا بعد ذلك قدر لها العيش أيضا .
وبعد أن انهي ولدهم الدراسة الابتدائية أصيب والده بمرض النزيف الدموي (( الرعاف )) على اثر تجنيده من قبل الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى ولصعوبة العيش في تلك الظروف اضطر والده للهرب من الجيش العثماني ،فقام الجنود العثمانيين بملاحقته في أزقة مدينة الموصل وأثناء هذا الفرار من دار إلى دار أصابوه في قدمه وانقطع له شريان واخذ ينزف وينزف ورغم العلاج المستمر والذي كان بدائيا في ذلك الوقت مع عدم توفر الأطباء المختصين فلم ينفع معه العلاج وتوفي رحمة الله عليه وهو شاب في العقد الثالث من عمره .

علما انه وقبل سنوات من هذه الحادثة قام الجند العثمانيين بقتل أخيه (( عمر )) الذي خدم في الجيش العثماني لعدة سنوات ولكن وبسبب الظلم وصعوبة الحياة في الجيش قام بالهرب فقتلوه غريبا في المنطقة القريبة من ناحية شرقاط ورفضوا تسليم جثته الى أهله وكان شابا لم يتزوج بعد .

بعد وفاة (( يحيى )) والده كما أسلفنا اضطر محمد صالح لترك الدراسة والنزول مكان والده للعمل في المدبغة مع عمه إسماعيل وهو الأخ الأكبر لوالده وكانت المدبغة تقع حاليا بالقرب من البوسيف على طريق حمام العليل القديم ، وهذه المدبغة اليدوية كان موقعها قرب المسلخ ( الجوسق حاليا ) .وكان مضطرا للعمل لكي يصرف على والدته وأخته الوحيدة .وكان الاخوة الثلاثة (( يحيى ،أسماعيل ،خليل )) يعيشون في نفس الدار مع أختهم المتزوجة لان زوجها من الأقرباء وهي جدة الدكتور حكمت حنون والدكتور بشير حنون والأستاذ نذير حنون ،وكان يعيش معهم أخوهم الصغير خليل رحمه الله بعد ان انتقل للعيش في نفس المحلة قرب جامع (عبد الحافظ) الذي حولّ بعد ذلك الى اسم (جامع البكري ) ،بعد زواجه  من ابنة عمه والد الأستاذ محمد خليل .
كانت (( الدباغة )) مهنة أجدادهم وانتقلت إلى الإباء والأحفاد وهم يملكون حصة كبيرة فيها وكان محمد صالح يعمل بعقل وحكمة وكافح كثيرا ليثبت مكانته امام عمه وامام شركائه رغم صغر سنه آنذاك ،خصوصا وان حصة والده أصبحت قليلة بالنسبة إلى حصة عمه لأنهم اضطروا لإنفاق الكثير من المال لمعالجة والده اثر النزيف الذي أصابه كما أسلفنا .واستمر عمله في المدبغة لغاية عام 1925 م .



تحكي لنا والدته في جلساتها ((نانا دولة)) ، انه كان يقوم بتكسير الثلج في النهر ويضع ثيابه على رأسه ويسبح ليصل الى المدبغة وهو يسلك هذا الطريق النهري حتى لايتعرض له جنود الجيش الانكليزي بعد احتلالهم العراق ،وكان يكد ويسعى من أجل والدته وأخته .ثم خطبت أخته فاضطر للعمل أكثر من اجل تجهيز أخته بأفضل جهاز وأمر والدته ان تعطيها كل شئ غالي وثمين لكي لايظهر امام الناس الغرباء انه غير قادر على إدارة شؤون بيته وأسرته ،ولكي لاتظهر امام غيرها من النساء أنها اقل منهن .
وبعد ان تزوجت أخته ،قام بخطبة كريمة (( الحاج سعيد الملا سليمان )) شقيق الحاكم (( داؤد وهبي )) و((محمد ملا سليمان المختار)) وتزوجها في العام 1927 م ،وهي شقيقة كل من (خطاب سعيد ) أبو عامر ،والاستاذ (فيصل سعيد ) أبو محمد ،واختها الوحيدة (ناجية سعيد ) زوجة المربي والاستاذ الفاضل ( عبدالله مخلص )أبو عدنان .
نانا دولة في البيت وبجانبها المهد وهي تقوم بهز ابنة حفيدها سعد الدين

ثم رزق بولده البكر (( فخري الدباغ )) عام 1929 م .  

هناك تعليق واحد:

  1. كان يستمتع في جميع سفراته إلى بغداد لغرض التجارة والحصول على أجازات استيراد من غرفة تجارة بغداد..وكان يغادر دارنا بيت والدي المرحوم عدنان مخلص بعد الساعة السادسة صباحا وكنت ارجعه إلى الدار بعد صلاة المغرب من أكبر وأشهر مقهى عراقي ( القهوة البرازيلية ) بعد أن كان يلتقي مع أشهر الشخصيأت وكبار التجار ويقضي أحلى الأوقات معهم وخاصة في لعبة الطاولي وشرب الشاي على الفحم والقهوة البرازيلية المشهورة .وعلى ما أذكر كان يلتقي مع أصحاب محلات ومعرض الأفراح في شارع النهر.وصادق محقق الخاص بالأحذية الجلدية والأحزمة الرجالية وبانير الهندي للتجهيزات الرياضية وأربطة أريدو في شارع الرشيد وغيرهم من التجار الكبار

    ردحذف